السبت، 23 أبريل 2016

المدخل السابع - اللاأدرية في فلسفة (إينجرسول و راسل)

 

- روبرت إينجرسول

أصبح المحامي والسياسي روبرت جرين إينجرسول من ولاية إلينوي متحدثًا شهيرًا بالولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، وعُرف بأنه اللاأدري الأعظم،حيث قال في خطابه عام 1896 بعنوان لماذا أنا لاأدري :
هل هناك قوة خارقة للطبيعة وعقل تعسفي وإله مُنصَب وإرادة عليا تحرك الأمواج والتيارات في العالم، والتي تقدسها كل الأسباب؟ أنا لا أنكر ولا أعرف، ولكني لا أعتقد. أنا أؤمن بأن الطبيعة هي العليا، وأنه لا يمكن لأي حلقة أن تضيع أو تنكسر بداخل أي سلسلة لا نهائية، وبأنه لا يوجد هناك قوة خارقة للطبيعة تسمع صلواتنا، وبالمثل لا توجد أي قوة سوى العبادة تمكن إقناعنا أو تغييرنا، وبأنه لا توجد أي قوة تهتم الإنسان. أنا مؤمن بأن الطبيعة تحتضن الجميع بأذرعها اللانهائية، وبأنه لا يوجد تدخل أو صدف، وأن هناك أسبابًا ضرورية ولا تُعد وراء كل حدث، والتي يجب أن تُخلف الآثار الضرورية التي لا تحصى. هل هناك إله؟ لا أعلم، هل الإنسان خالد؟ لا أعلم. ولكن ما أعلمه هو أنه لا يستطيع كل من الأمل والخوف والإيمان والإنكار تغيير الواقع. إن الواقع كما هو، وسيكون كما ينبغي أن يكون.
وفي الختام، لخص إنجيرسول موقف اللاأدرية قائلًا: «بإمكاننا أن نكون صادقين بدلًا من أن نكون غير ذلك، وعندما نُسأل عن هل هناك ما هو غير معروف وراء الأفق، ينبغي لنا أن نقول أننا لا نعرف».


- بيرتراند راسل 

يُقدم مقال لماذا لست مسيحيًا لبيرتراند راسل، والمستند على إحدى خطاباته عام 1927، والذي ضمنه لاحقًا في كتاب بنفس الاسم، عرضًا كلاسيكيًا للاأدرية.
طلب راسل من قرائه أن يقفوا على أقدامهم وينظروا بصورة حيادية ومباشرة للعالم بأسلوب جريء وبعقل منفتح.

وعرّف نفسه بوصفه ملحدًا في كتابه وجود وطبيعة الله عام 1939، قائلًا:«إن وجود وطبيعة الله هو موضوع يُمكن تحليله فقط من المنتصف. فإذا توصل أحد لاستنتاج سلبي بخصوص الجزء الأول من السؤال، فإن الشق الآخر لن ينشأ. وموقفي، كما لاحظتم، هو سلبي حيال تلك المسألة». ومع ذلك، أكد بالمقال نفسه بخصوص تحليل المفاهيم الحديثة وغير المجسمة للإله: «ذلك النوع المعبودي، كما أعتقد، لا يمكن دحضه في الواقع، في حين أن يُمكن ذلك مع الخالق القاهر والمحب للخير».
وفي مقال آخر باسم هل أنا ملحد أم لاأدري؟ : نداءًا إنسانيًا للتسامح وجهًا لوجه مع العقائد الجديدة عام 1947، عكس راسل مسألة كيفية تسمية نفسه فائلًا :

كفيلسوف، إذا كنت أخاطب جمهورًا فلسفيًا بحتًا، ينبغي عليّ أن أصف نفسي بأني لاأدري، حيث أنني لا أعتقد أن هناك حجة قاطعة من قبل أي شخص تُثبت أنه ليس هناك إله. ومن ناحية أخرى، إذا كنت أريد إيصال الفكرة الصحيحة إلى الرجل العادي في الشارع، أعتقد أنه ينبغي عليّ القول بأنني مُلحد، لأنني حينها سأخبره بأنني غير قادر على إثبات عدم وجود إله، بالإضافة إلى أنني لا أستطيع إثبات عدم وجود آلهة هوميروسية.

وكتب راسل في مقاله من هو اللاأدري عام 1953: «يعتقد اللأدري أنه من المستحيل معرفة حقيقة بعض القضايا مثل الإله أو الحياة الأخرة بعد الموت مثل التي تؤمن بها المسيحية وبعض الأديان الأخرى. وإن لم يكن مستحيلًا، فعلى الأقل هو كذلك في الوقت الحالي». وأضاف لاحقًا: «أعتقد بأنني إذا سمعت صوتًا من السماء يتنبأ بما سيحدث في الأربع وعشرين ساعة القادمة، بما في ذلك الأحداث التي قد تبدو بعيدة الاحتمال، ثم وقعت هذه الأفعال بالفعل لاحقًا، ربما سأقتنع حينها، على الأقل، بوجود قوى استخباراتية خارقة».


ابعونا عبر حساباتنا الرسمية :

Facebook : اللاأدرية بالعربية - Agnosticism in Arabic
  Twitter : AgnosticisminAr
Instagram : AgnosticisminArabic
Email : AgnosticisminArabic@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق